في ظل حالة التردي التي تعاني منها مصر

مقال الثلاثاء 19 أكتوبر 2010
في ظل حالة التردي التي تعاني منها مصر وكرد فعل علي فقدانها لموقعها المتميز في المنطقة العربيه والعالم وفي محاولة للخروج من مأزقنا الحضاري المتمثل في تدني القدرات الإنتاجيه والإبداعيه , يصبح طرح أهداف قوميه للأمه مسألة بالغة الأهميه في كل نقاش عام جاد , الهدف من ذلك هو توجيه النخب المخلصه نحو أهداف واضحة ومحدده , ولن نتمكن من تحديد هذه الأهداف إلا بتشخيص واضح وصريح للمرحلة التي نمر بها.
إننا ننتقل من الجمهورية الأولي إلي شئ أخر, قد يكون توريثا و ردة إلي التبعيه والوقوع تحت سيطرة القوي الخارجيه وهو ما بدا واضحا من الأحداث المتلاحقه علي الساحه المصريه , ومن الطريقه التي تتعامل بها الحكومه المصريه مع قضية فلسطين وقضايا الإنتاج الزراعي والصناعي في بلادنا.
في الجمهورية الأولي التي جاءت بها ثورة 1952 إحتلت قضية فلسطين ومقاومة الصهيونيه مركز الصداره في اولويات الجمهوريه المصريه داعمة بذلك محاولة النهضه الصناعيه والزراعيه , ورغم كل ما شاب هذه الجمهوريه من شوائب وما أرتكبته من أخطأ إلا أنها حاولت تحقيق مشروع قومي في النهضة والتحرر وقد بدأت نهاية هذا المشروع بثلاثة أحداث فاصله كان أولها إستبعاد البطل المصري الفريق سعد الدين الشاذلي من القوات المسلحه المصريه ثم إستقالة وزير خارجية مصر إسماعيل فهمي ثم محمد رياض ومن بعدهما محمد إبراهيم كامل بعد إتفاقية كامب ديفيد
وجاءت سياسة الإنفتاح الإقتصادي بعد ذلك مؤذنة بنهاية الجمهوريه الأولي بكل ما مثلته من قيم الوطنيه المصريه , إلا أن ما حققته الجمهورية الأولي من نتائج حال دون السقوط السريع لمرحلتها حتي جاء جمال مبارك ومجموعته وبدأ مشروع التوريث ومسلسل التنازلات لإسرائيل والإنقضاض علي مصالح الزراع والصناع المصريين وهنا إنتهت الجمهوريه الأولي
المشروع القومي المصري المقترح الأن هو تجنب السقوط إلي الحضيض والرده الكامله.
المشروع هو بناء الجمهوريه الثانيه
لماذا نستخدم هذا المصطلح , الجمهوريه الثانيه ؟؟
لأننا لا نؤمن بإمكانية نهضه علي أيادي من دمرو الجمهوريه الأولي , لذا نحن في حاجة إلي عزل كل الأفكار والسياسيات التي دمرت جمهوريتنا الأولي ورحيل كل أقطابها عن مواقع القياده وإستبدال جيل الفشل الإداري بجيل جديد من القيادات الوطنيه , وهذا لا يعني إستبدال الدوله المصريه بدولة أخري ولكن دخولها إلي جمهورية ثانيه أي بقاء الدوله وتغيير القياده
التبشير بالجمهوريه الثانيه مهمة وطنيه , والتنظير لها عمل مهم , وإنجاحها حاجة مُلحه .
الجمهورية الثانيه ,هي جمهورية الشعب بعدما كانت الجمهورية الأولي جمهورية الجيش وقيادتها لا تعتمد علي الزعيم الملهم بل علي المؤسسة الدستوريه الوطنيه ولا تستند إلي حماية الجهاز الأمني الذي لا حاجة لها به بل تعتمد علي الدعم الشعبي لمشروعها القومي المتمثل أساسا في صناعة مصر القويه من خلال تحقيق أربعة أهداف أساسيه
1- جيش وطني قوي ذاتي التسليح لحماية المشروع القومي
2- زراعه وطنيه تحقق أمننا الغذائي
3- صناعه وطنيه تحميها سيادة وطنيه وتدعم سيادة وطنيه
4-خدمات جيده للمواطن المصري تُعتبر مقياسا للنجاح في الهدفين الثاني والثالث ومؤهلة للنجاح في تحقيقهما
سوف تتحقق هذه الأهداف وسوف تقوم الجمهورية الثانيه عندما نحقق ما يلي
1- حريه سياسيه لكافة القوي السياسيه لا تمارس المنع أو الحظر وتضمن التداول السلمي للسلطه , تُعطي حق الممارسه السياسيه الكامله للأفراد والأحزاب والجمعيات وما يتعلق بذلك من حرية التعبير والتنظيم
2-تحجيم سلطة الحكومه ومنعها من التحول إلي ديكتاتورية متسلطه من خلال رفع وصايتها علي المؤسسه القضائيه والمؤسسه الدينيه حيث لا يكون القضاء جزءا من الوزاره وحيث يتم الفصل بين الحكومه والمؤسسه الدينيه وعدم السماح للمؤسسه العسكريه والمؤسسه القضائيه والمؤسسه الدينيه بممارسة السياسه أو الحكم بإعتبارها مؤسسات قوميه غير سياسيه
مشروع النهضه في الجمهوريه الثانيه هو مشروع الشعب وليس مشروع الحكومه , والحكومه مجرد أداة من أدواته
3- سيبقي الإسلام مُحددا للإنتماء والهويه الحضاريه للأمه وسيبقي تطبيقه العملي مرتبطا بالوسائل المدنيه عبر رؤية الشعب المسلم وفهمه له ورغبته في ذلك وليس عن طريق الفتوي الدينيه أو ولاية الفقيه الفرد أو المؤسسه
4- سيبقي إنتمائنا للدوائر العربيه والإسلاميه والإفريقيه ثابتا كما كان في الجمهورية الأولي
5- العداله الإجتماعيه التي تضمن الحد اللائق من الحياه الكريمه لكل المواطنيين وليس الحد الأدني منها وهذا يعني تحديدا , أولوية تعليم جيد لكل المواطنيين وأولوية سكن جيد وعلاج جيد وطعام جيد للجميع بإستخدام كل وسائل التمويل المتاحه .
6 - المساواه الكامله بين أبناء الأمه من المسلمين وغير المسلمين ومن كل الطبقات في كل الحقوق والواجبات وتولي المناصب العامه وحتي مناصب الولايه الكبري في الرئاسه والوزاره بما يضمن إطلاق كل طاقات الشعب من أجل البناء
وللحديث بقيه
أحمد خفاجي
ahkhafagy@yahoo.com

http://candles01.blogspot.com

http://matpool.maktoobblog.com/
https://www.youtube.com/khafagyah