عيونهم التي ترانا....

ا يمكن الكتابة عن هؤلاء، وأنت قائمٌ لتوِّك من طاولة الغداء العامرة بما يحلم به أطفال جياع في عمر أولادك• وإلاّ، ما الفرق إذن بينك وبين جلاّدهم الذي يشوي اللحم في الساحات الْمُقابِلة لزنزاناتهم، حتى تترك رائحة اللحوم المشوية آثارها النفسية والمعنوية في الْمُضربين، وتزيد من ألـم جوعهم؟
إنْ كنت لا ترى الأَسرى، فعيونهم تراكَ، حيث هم في زنزاناتهم، بأجساد وَهِنة ضــاق بها الهَوَان العربي، وأنهكها الدفاع عن كرامتك.
لــــذا، إنْ لم تكن جاهزاً لمواساتهم بالجوع، ولو يوماً واحداً، ولا بالامتناع عن التهام كــوب البوظــة، أو لوح الشوكولاتة التي تعشقها، فلا تكتب عنهم.
أنت لن تبرِّئ ذمتك بمساندة ذوي البطون الخاوية.. بفائض الكلام، ولن تُوفي دينك تجاههم بتمجيد الجوع، والتغني ببطولة رجال، ثملت بدمائهم الأرض العربية.
أجّلت كتابة هذا المقال عن نزاهة أدبية، لأنَّ في تلك الزنزانات أهلاً لي، أُناساً أحبّهم ويحبونني حدَّ الإحراج العاطفي. مازال صوت بعضهم عالقاً في أُذني.
كأولئك الذين كانوا يهاتفونني سرّا من هاتف مهرب في سجن عسقلان، ليقولوا لي أنهم يهربون كتبي الى معتقلاتهم و انني التاسعة في كل زنزانة. لا أدري ما أخبار هؤلاء الاحبة
وهل مازال في عيونهم نظر يقوى على القراءة. لا أستطيع من أجلهم شيئاً عدا إحساسي بالذنب، وهذا أضعف الإيمان. ويشهد اللّه أنني ما جلست إلى طاولة الأكل إلاّ ووقفت عيونهم بيني وبين فمي، وما اشتهيت شيئاً طيِّباً، إلاّ واستحيت من اشتهائي له.
قبل أعوام شاركت ذات صيف في مبادرة للمبدعين العرب بالصيام يوما واحدا تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين. و اليوم أجدد دعوتي لكل المنتسبين الى العائلة الكبيرة في هذه الصفحة بمساندة اخواننا المعتقلين و الصيام ليوم أيضا تضامنا مع أكثر من الفي أسير فلسطيني يخوضون اضرابا عن الطعام هو الاطول في التاريخ كدعم معنوي لأبطال يخوضون معركة الامعاء الخاوية بعضهم منذ أكثر من سبع سبعين يوما عزلا امام لا مبالاة الضمير العالمي.

مشكور اخي midoc24 علي طرحك المميز والذي يبرز معاناة شعبنا وحسبنا الله ونعم الوكيل

تحياتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكور midoc24 عالموضوع الراقي

اللهم افرج عن اسرانا

صلي عالحبيب

تقبل مروري

» الآبار التي حــفــرهــا الــجــن
» علامات الساعة التي ظهرت
» ماهي الاصلاحات التي تقترحها أنت
» الأشياء التي تأتي متأخرة لا قيمة لها ،،،
» الصورة التي قيمتها مليون دولار