السلام عليكم
أيها الأحبة
أستفتح موضوعي بكلمة رائعة من عالم جليل هو الفضيل بن عياض رحمه الله
(( لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها الا في الامام ( ولي الأمر )). قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ومتى صيرتها في الامام فصلاح الامام صلاح العباد والبلاد
يقول الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )
أولي الأمر منكم هم الأمراء والعلماء , فالواجب طاعتهم في المعروف ، أما إذا أمروا بمعصية الله سواء كان ملكا أو أميرا أو عالما ، أو رئيسا، أو غير ذلك ، فلا طاعة له في ذلك.
إن طاعة الولاة والعلماء عنوان الوحدة , والخروج عليهم عنوان التفرق , لذلك يجب على الرعية الاجتماع عليهم , ولا يجوز له الخروج عليهم , استجابة لأمر الله تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فقد أمر الله أمة الإسلام في الآية أمرا صريحا أن تتحد وتقوى، والأمر يفيد الوجوب ، والاتحاد والقوة ووحدة الصف لا تأتي إلا عن طريق طاعة ولاة أمور المسلمين وعلماءهم ولا شك في ذلك.
إن التعاون مع ولاة الأمور والعلماء هو طريق الخير والهدى , وهو طريق المؤمنين , قال تعالى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
((فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد , وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم ,))
والسمع والطاعة لولاة المسلمين من الحكام والأمراء والعلماء شيء مجمع على وجوبه عند أهل السنة والجماعة ، وهو أصل من أصولهم التي باينوا بها أهل البدع والأهواء.
وأما الوقيعةُ في أعراض الأمراء ،والاشتغال بسبهم ، وذكر معايبهم : خطيئة كبيرة ، وجريمة شنيعة ، نهى عنها الشرع المطهر ، وذم فاعلها ، وهذا هو أصل فساد الدين والدنيا معاً .
عن أنس ;قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد قالوا : قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه : (( لا تسبوا أمراءكم ولا تغـشـوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب )) رواه ابن أبي عاصم بسند صحيح
ومن أعظم حقوق ولاة الأمور عليناهو الدعاء لهم
فهؤلاء الولاة لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم ، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم وذلك باعتقاد إِمامتهم ، والاعترافِ بولايتهم ، ووجوبِ طاعتهم بالمعروف ، وعدم الخروج عليهم ، وحث الرعية على طاعتهم ، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله ، وبذل ما يستطيع الإِنسان من نصيحتهم وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إِليه في رعايتهم ، كلُّ أحد بحسب حاله والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق ، فإن صلاحَهم صلاحٌ لرعيتهم .
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لهداك وأجعل عملهم في رضاك
اللهم أجمع كلمتهم على الحق والهدى يارب العالمين
اللهم وفق حكام المسلمين لماتحب وترضى اللهم خذ بنواصيهم للبر والتقوى اللهم وفقهم للحكم بشريعتك وإتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وأجعلهم رحمة على رعاياهم