جهاد البطون هل يرد الحقوق؟

جهاد البطون هل يرد الحقوق؟

علي بن صالح الجبالي - الساحات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-
فقد وصلتني رسالة عبر الجوال فيها دعوة للمقاطعة للمنتجات الأمريكية لإطلاق/ حميدان التركي..
ومع أن المقاطعة أمر مشروع لما ثبت في الصحيح عن ثمامة بن اثال سيد بني حنيفة رضي الله عنه انه لما أسلم قال لقريش: والله لا تصل إليكم حبة حنطة حتى يأذن النبي صلى الله عليه وسلم , وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا , حتى أصاب قريش الجهد ,ثم أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه الله والرحم أن يأمر ثمامة أن يرسل إليهم بالحنطة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , بل قد يقال بوجوبها إذا غلب على الظن أن هذا يضعف الكفار على حرب المسلمين وهذا هو الواقع..
ولكن السؤال هو: هل ذكر في تاريخ البشرية أن امة من الأمم انتصرت وأخذت حقوقها بجهاد البطون؟
أو ما يسمى بالمقاطعة وان كانت تشمل غير البطون ولكنها بالجملة ترجع إلى الكماليات أو الأمور التي يمكن الاستغناء عنها بسهولة ..
بالنسبة لي لا يوجد..وان عرف أحد امة حصل لها هذا فليسعفنا به..والأمم في سائر الأعصار والأمصار لا تحترم إلا الأقوياء..والطريق إلى ذلك برجوع الهيبة والقوة إلى الأمة ..فما هي أسباب القوة؟
لقد قلت في مقال سابق أن العرب خاصة لا يمكن أن يتحدوا وان ينتصروا بغير الإسلام..وأقرأوا التاريخ من عصر الجاهلية إلى اليوم , فقد اعز الله العرب خاصة والأمم عامة بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بالأيمان به وأتباعه..
ثم لما بدأت الأمة بالتباعد عن مصدر عزها ونصرها ضعفت وصارت تبعاً وذنباً لغيرها , وهكذا التاريخ إلى اليوم كلما تمسكت الأمة بالإسلام الصافي المبني على التوحيد والموالاة على هذا والمعاداة عليه , ومتى تخلت عن هذا وتخاذلت عنه ضعفت وانهارت..
ولذلك لا يمكن أن تعود الأمة إلى عزها ومجدها إلا بالرجوع إلى أسباب العزة والتمكين.. كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".
وقال الإمام مالك رحمه الله "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما صلح به أولها"..
فلن نعتز بقومية ولا بوطنية ولا بغير ذلك من الشعارات الجاهلية..ولو كانت القومية والوطنية سبباً للنصر لانتصر العرب في الجاهلية وسادوا الأمم..لصفاء أنسابهم وتعلقهم الشديد بأوطانهم, ومع ذلك كانوا لا قيمة لهم قبل الإسلام..
ومن الخطوات المادية والإعداد للعزة ما يلي:
1- إحياء دعوة التوحيد والسنة في كل بقاع الأرض وبذل جميع الجهود لنشرها , والقضاء على الشرك البدع والخرافات.., والمعاصي وخاصة الظاهرة والعامة ,كالربا وشرب الخمور والغناء والمجاهرة بالفسق باسم الفن وغير ذلك من المنكرات العامة ..
2- إبعاد والتبرؤ من كل منهج مخالف للتوحيد والسنة, سواء كان علمانيا أو ليبراليا أو شيوعيا أو وطنيا أو قوميا أو غيرها من المناهج المخالفة للشرع ..
3- الرجوع إلى تعليم التوحيد والسنة وإحكام الشريعة في المدارس والجامعات وجميع دور العلم ..
4- تطبيق الشريعة الغراء في كل منحى من مناحي الحياة الخاصة والعامة في كل مجال سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو غير ذلك بحيث تدور الأحكام وأحوال الناس مع الشرع ولا يكون الشرع مطوعا لأهواء الناس..
5- تكوين هيئات من أهل العلم والسلطان لحل المشاكل التي تحدث في بلاد المسلمين , سواء بين الشعوب أو بين الشعوب والحكام أو بين الحكام والحكام الآخرين وتكون عمدتهم قوله تعالى( فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
6- الأعداد للقوة العسكرية التي يكون من أهدافها رد العدو الصائل على المسلمين في كل مكان ودحره عن إفساد الدين والدنيا ..سلاحه التوحيد والإيمان والتوكل على الله قبل القوة المادية..
7- إدارة الظهر للدول الصليبية التي لها ماض أسود مع المسلمين بحملاتها وغاراتها الصليبية عبر التاريخ وآخرها الحملة الصليبية الحالية التي تشن على المسلمين اليوم بشكل لم يسبق له مثيل
فان الحملات السابقة كانت عسكرية أما الحملة الحالية فإنها اقتصادية وسياسية وأمنية وإعلامية فهي حملة شاملة في كل النواحي والمجالات..
8- يستعاض عن الدول الصليبية التي يتعامل معها اليوم بشكل كامل ولها سيطرة كاملة بالوسائل الآتية :-
أ- الاستفادة من النهضة الصناعية والتقنية في ماليزيا وهي بلد مسلم يتمنى أن يقدم خبراته لإخوانه المسلمين وخاصة العرب , ولو استفادت دول الخليج خاصة من هذا التقدم التقني والصناعي الهائل في ماليزيا , وذلك بإعطائهم مواد خام رخيصة أو حتى مجانية , على أن يقيموا مصانع في دول الخليج وان ينقلوا خبراتهم إلى سكان دول الخليج خاصة لامتلاكهم الثروات البترولية وغيرها, على أن يقوموا بتدريب الطاقات البشرية المحلية , فتكون تلك الدول قد استفادت فوائد منها نقل الخبرات الماليزية إليها والى مواطنيها , واستغلال ثرواتها بشكل مفيد بدل أن تكون تباع على هيئة مواد خام أو تصنيع أولي , وكذلك إيجاد عشرات الآلاف من الوظائف للعاطلين من الشباب خاصة , وكذلك تكون هذه المصانع تدار بأيدي مسلمين يستفيدون منها ويؤمنون على بلاد المسلمين..
ب- تكوين حلف استراتيجي مع الصين وهي الدولة القوية الغنية بالبشر وبالصناعات التي نستغني بها عن الدول الصليبية , ويكون التحالف على أساس الندية لا التبعية , لان الصين ليس لها ماض استعماري لبلاد المسلمين , مع أن المسلمين الذين في الصين يعانون من الظلم , ولكن الصين ليس لها ماض سيء في بلاد المسلمين ولا تسعى للتدخل في شؤنهم , وسيكون في هذا جمع بين مصالح منها الانعتاق من سيطرة الدول الصليبية , وخاصة الهيمنة الأمريكية , والاستقلال عنها في جميع مناحي الحياة وضمان عدم التدخل في بلاد المسلمين بالقوة , وكذلك نصرة إخواننا في الصين..
9- تشجيع المخترعين والمبدعين في سائر المجالات , واستقطاب الكفاءات التي هاجرت إلى بلاد الكفار , فكم من شخص من هؤلاء يتمنى أن تتاح له الفرصة ليخدم أمته بعلمه..
10- فتح حرية التوجيه والنقد المنضبط بالشرع وليس الفوضوي أو الاباحي , وإنما المنضبط بضابط الشرع الذي يقصد منه التوجيه والتطوير والإصلاح , وليس الهدم والإفساد..
والخلاصة أن الأمم لا تحترم إلا الأقوياء المستقلين ولا تحترم الضعفاء ولا الإتباع ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..والله أعلم وأحكم ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]