400 دينار للتر الواحد.
. والطلب عليه أكثر من الخمور المستوردة
نشاط عصابات تهريب ''اللاڤمي'' يمتد إلى ولايات الشرق وحتى تونس
الطريق لم تكن سالكة إلى بلدية الرقيبة على بعد 32 كلم من الوادي،الوجهة قرية
الخبنة لتمتع بطبيعة خلابة جدا وواحات فريدة من نوعها،برفقة أحد الأصدقاء،حاولنا التحقيق والتقصي عن مشروب يعتبر فريدا من نوعه ''اللاقمي'' الذي يتم ترويجه حتى على مستوى الولايات الشرقية للجزائر،ويدخل حتى الحدود التونسية،عندمايتم إعادة صناعته وتحويله لخمر. دخلت أحد الحقول المخصصة لصناعة المشروب بمنطقة
الخبنة،وعادت بالحلقة المفقودة فيصناعة ''الخمر المحلي''.
البيرة عربية و''اللاقمي'' صحراوي!
الكثير من الجزائريين يجهلون مشروبا اسمه ''اللاقمي''،لايوجد سوى بالصحراء مثل بسكرة ورڤلة و الوادي. اقتحمت أحد الحقول بولاية الوادي بالتحديد في قرية
الخبنة بمنطقة الرقيبة،وعلى بعد حوالي 3 كلم،توجد حقول النخيل الذي أصبح لاينتج تمرا،الطريق لم تكن سهلة،غير أن مرافقنا الذي كان من المنطقة،جعل من رحلتنا جد ممتعة بطيبة كلام أهل الصحراء المعهودة،دخلنا قرية
الخبنة وتوجهنا إلى بيت أحد أقدم مستخرجي ''
اللاڤمي الحلال''،ويدعى عمي احمد،استقبلنا ابنه إدريس بحرارة وحفاوة استقبال أهل الجنوب الكبير،وقبل الحديث طبعا ''شرب شاي''القصرة'' مع عمي احمد أعطت انطباعا مريحا له،غير أن هذا الأخير تردد في محاورتنا بسبب إحدى المشاكل التي جعلته يمتنع عن الحديث مع الصحافة،وهو ''ادعاء بعض الناس أن اللاقمي يسبب التيفوئيد،وهو الأمر الذي لم تؤكده التحليلات المخبرية حسب عمي احمد''،وأكد الشيخ الطيب عمي أحمد أن اللاقمي له منافع كثيرة،من بينها مداواة القرحة المعدية،وخاصة الأمراض المستعصية المتعلقة بالجهاز الهضمي،غير أن خبث بعض الأطراف جعل يتحول من دواء إلى داء ومشروب مسكريسوّق حتى في تونس.
استخراج اللاقمي طريق محفوف بالمخاطر.. واستئجار النخلة بـ 5 آلاف دينار
بدخولنا إلى واحة عمي احمد الموجودة بمنطقة حلق الوادي،على بعد حوالي 35 كلم في عاصمة الوادي،قال إنه قام باكتراء النخيل بمبلغ يصل إلى 5آلاف دينار مؤكدا؛'' نحن نقوم بتقييم النخلة ونعطي فيها المبلغ المناسب بلغة عامية ''نتافهموا مع مول النخلة على هوا ما تنتج النخلة من مشروب اللاقمي''،وبمجرد وصولنا إلى الواحة قام ابنه إدريس الذي رافقنا ذو 25عاما بتسلق النخلة،أين قام بشد حبل حول وسطه وقام بالصعود إلى النخلة،وقام بغسلها بالماء وجرحها بسكين خاص بالعملية التي تدعى ''تحجيم النخلة''،ومن ثم يقوم بانتظاريوم كامل لاستخراج المشروب،وتتم العملية مرتين في اليوم في الصباح الباكر وبعد صلاة العصر مباشرة،وقال إدريس إن عملية استخراج مشروب اللاقم يجد عادية،غير أن الصعوبة تكمن في مخاطر عملية تسلق النخلة،وعن ثمن المشروب قال أن ثمن اللتر الواحد من اللاقمي مشروب الحلالي صل إلى 80 دينار إلا أكثر،ويكثر الطلب عليه خاصة في رمضان،بسبب غناه بالسكريات والمواد المقوية.
خمر اللاقمي بـ 400دينار للتر وشهرته تعدت الحدود
بيوت خاصة تلك التي يخصصها عدد من منتجي خمر اللاقمي،بحيث يتم فيها ''تخمير'' المشروب الحلو لمدة 24 ساعة كاملة،قبل أن يتم وضعه في قارورات خاصة من مادة البلاستيك،ويتم بيعها خفية،وأكد أحد صانعي هذا النوع من الخمور وابن منطقة الخبنة،أنه يقوم بتحويله خفية لأن مصالح الدرك شددت الخناق عليهم مؤخرا،والسلطات ترفض أن تمنحهم رخصة استغلال إنتاج اللاقمي،على غرار الذي نينتجونه حلوا،وأكد محدثنا الذي رفض أن نفصح عن اسمه أنه يقوم بإنتاج هذا النوع من الخمور،لأنه يباع بمبالغ أكبر من تلك التي تسوق بها الخمور الأجنبية المستوردة،مشيرا إلى أنه مطلوب حتى على مستوى الولايات الشرقية للبلاد من بينها خنشلة،تبسة،لتتعدى شهرته الحدود الجزائرية أي نيقوم عدد ممن يهربون المازوت بتهريب مشروب اللاقمي معه،ويتم كذلك ترويجه بعملة الأورو مثله مثل المازوت أو المشروبات الكحولية الأخرى،ومعتبرا أن إنتاج هذا المشروب تناقص بشكل كبير خاصة خمر اللاقمي،بسبب التضييق الأمني الذي تعرفه مناطق إنتاجه بالوادي،وفي الغالب يتم إنتاجه -يضيف ذات المتحدث- في بيوت ومخازن سرية،لتجنب مراقبة قوات الدرك ومصالح الأمن.
مخابر سرية لصناعة اللاقمي.. وتخميره يستلزم طرقا تقليدية خاصة جدا
أول عبارة ''التصوير ممنوع''.. الشرط الوحيد الذي تم إلزامنا به لدخول أحد المصانع التي تحول شراب اللاقمي إلى خمر قبل بيعه، الطريقة سهلة جدا وتقليدية، بحيث يقوم منتج خمر اللاقمي بجني المشروب من النخلة، ويقوم بعد ذلك بوضعه في إناء بلاستيكي ويضع بداخله واحدة من المواد