شباب الخبنة
أخي الزائر / أختي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول الى منتدى شباب الخبنة اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى

ملحوظة :
الاقسام مفتوحة للمشاهدة و النقل فلا تبخل على عضو اعطى من وقته ليقدم لك الموضوع الذي تريد بأن تسجل في المنتدى و تشكره
شباب الخبنة
أخي الزائر / أختي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول الى منتدى شباب الخبنة اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى

ملحوظة :
الاقسام مفتوحة للمشاهدة و النقل فلا تبخل على عضو اعطى من وقته ليقدم لك الموضوع الذي تريد بأن تسجل في المنتدى و تشكره
شباب الخبنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب الخبنة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تنبيه عاجل ****ننصح جميع أعضاء منتدى شباب الخبنة بما فيهم الأعضاء و المشرفون و المديرون أن يتفحصوا ايميلات بياناتهم الشخصية في منتدى شباب الخبنة وان اتضح لهم ان الإيميل المستعمل في هته البيانات غير صحيح ولا تواجد له على ارض الواقع أن يغيروه بايميل آخر حقيقي و فعال حتى يتجنبوا حدوث اي مشكل اثر تعميم التجديد المذكور قريباً ان شاء الله وكل من يدخل بأميل غير صحيح لا يستطيع الدخول بعد ايام فستغلوا الفرصة وأفحصوا أميلاتكم وشكرا على تفهمكم ومرحبا بكم معنا.

 

 دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نضال
مدير عام
مدير عام
نضال


الدولة : الجزائر
الاوسمة : دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى 1301424725641
ذكر عدد المساهمات : 2500
تاريخ التسجيل : 19/09/2010
العمر : 44

بطاقة الشخصية
جدول: 0

دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى Empty
مُساهمةموضوع: دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى   دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 20, 2010 12:14 am

دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى

الأستاذ: عبد القادر مهاوات ماجستير في الفقه الإسلامي وأصوله



إنَّهُ من الأحداثِ العظيمةِ التي وقعتْ في شهرِ رمضانَ الفضيلِ: غزوة بدر الكبرى. لذا أَرَدْتُ أن أتذاكَرَ مع إخواني وأخواتي في اللهِ تعالى شيئًا مما حصلَ فيها من وقائعَ، مع استلهامِ بعضٍ من الدروسِ والعبرِ من تلك الوقائعِ؛ حتى تنيرَ علينا دربَ حياتِنَا المعاصرةِ. كلُّ ذلك أعرضُهُ ضمنَ العناصرِ الأساسيةِ الثلاثةِ الآتيةِ:
1- ملخصُ الغزوةِ: وقعتْ في السابعِ عشرَ من شهرِ رمضانَ من السنةِ الثانيةِ للهجرةِ النبويةِ، بسببِ اعتراضِ المسلمين قافلةً تجاريةً لقريشٍ؛ لاسترجاعِ بعضٍ من أموالِهم التي تركوها وأُخِذَتْ منهم بمكةَ.
كان عددُ المسلمين فيها ثلاثمائةٍ وبضعةَ عشرَ صحابيًّا. بينما كان عددُ المشركين نَحْوَ ألفِ مقاتلٍ، بقيادةِ كبارِ زعماءِ قريشٍ. انتصرَ فيها المسلمون انتصارًا باهرًا؛ لَمَّا أيَّدهم اللهُ تعالى بجنودٍ من الملائكةِ تُقَاتِلُ معهم. قُتِلَ فيها من الكفار سَبْعُونَ، وأُسِرَ منهم فيها سَبْعُونَ، وعامتُهم من القادةِ والزعماءِ.‏ بينما اسْتُشْهِدَ من المسلمين أربعةَ عشرَ صحابيًّا.
2- القرآنُ الكريمُ يتحدثُ عن الغزوةِ: قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ[1] هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ[2] وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِيَقْطَعَ طَرَفاً[3] مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ[4] فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ﴾[آل عمران:123-127].
كما أنَّ أكثرَ آياتِ سورةِ الأنفالِ تحدثتْ عن هذه الغزوةِ، وسَمَّتْ يومَ وقوعِهَا بيومِ الفرقانَ؛ لأنه فَرَّقَ بين الحقِّ الذي عليه النبيُّ r وأصحابُهُ، والباطلِ الذي عليه مُشْرِكُو مكةَ وأمثالُهم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا[5] يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[الأنفال:41].
3- أهمُّ الدروسِ الْمُسْتَقَاةِ من الغزوةِ:
أ- النصرُ لا يكونُ بالعددِ والعدةِ فقط، بل يكونُ بتحقيقِ سائرِ شروطِهِ: ذلك أنَّ عددَ المسلمين وعُدَّتَهم في هذه الغزوةِ أقلُّ وأضعفُ بكثيرٍ من عددِ وعُدَّةِ المشركين، لكن لَمَّا رأى اللهُ تعالى منهم إيمانًا راسخًا، وعملاً صالحًا، وصبرًا وثباتًا، وتضرعًا إليه بالدعاء، واتحادًا فيما بينهم، وقد أعدُّوا مع ذلك ما استطاعوا من قوةٍ، نَصَرَهم على أعدائِهم رغم عدمِ التكافؤِ في القوةِ الماديةِ.
فالعبرة في النصرِ ليست بكثرةِ العددِ وقوةِ العدةِ، قال اللهُ تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[البقرة:249]، ولكن العبرةُ بتحقيقِ شروطِ النصرِ التي على رأسِهَا العقيدةُ الصحيحةُ الراسخةُ، والتقوى والعملُ الصالِحُ، يقول تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[النور:55].
وكذا اتحادُ المسلمين وعدمُ تفرقِهم، يقول تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[الأنفال:46].
ثم يأتي بعد ذلك الإعدادُ الماديُّ الذي قال عنه U: ﴿وَأَعِدُّوا[6] لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[7] وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ[8] لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾[الأنفال:60].
وينبغي أن يُصَاحِبَ هذه الأمورَ صبرٌ وثباتٌ، والتجاءٌ إلى الله تعالى بالدعاءِ وطلبِ النصرِ على الأعداءِ، ولذا ثبت عن رسولِ اللهِ r في هذه الغزوةِ أنه لَمَّا كان يستعد للدخول فيها نَاشَدَ ربَّهُ ما وعده من النصرِ قائلاً‏:‏ ‏‏﴿‏اللهمَّ أَنْجِزْ لي ما وعدتَّني، اللهمَّ إني أُنْشِدُكَ عهدَكَ ووعدَكَ‏‏، حتى إذا حَمِيَ الوَطِيسُ، واستدارت رَحَى الحربِ بشدةٍ، واحتدمَ القتالُ، وبلغت المعركةُ قمتَهَا، قال‏:‏ ‏‏﴿‏اللهمَّ إن تَهْلَكْ هذه العصابةُ[9] اليومَ لا تُعْبَدُ، اللهمَّ إن شئتَ لم تُعْبَدْ بعد اليومِ أبدًا‏‏،‏ وبالغ في الابتهالِ حتى سقطَ رداؤُه عن مِنْكَبَيْهِ، فردَّهُ عليه الصديقُ t، وقال‏:‏ "حسبُكَ يا رسولَ اللهِ، أَلْحَحْتَ على ربِّكَ"‏.‏
ب- وجوبُ الوفاءِ بالعهودِ: إذ إن النبيَّ r في هذه الغزوةِ لم يُجْبِرِ الأنصارَ على الخروجِ معه؛ لأن بنودَ بيعةِ العقبةِ تُلْزِمُهُمْ بالقتال معه إذا جاءه عدوُّهُ في المدينة، بينما في غزوة بدر كان هو r المبادِرُ إلى ملاقاة قافلةِ قريشٍ خارجَ المدينةِ. فلما تَحَوَّلَ الأمرُ من ملاقاةِ العيرِ إلى النفيرِ، عَقَدَ رسولُ اللهِ r مجلسًا عسكريًّا استشاريًّا أعلى، أشار فيه إلى الوضع الراهن، وتبادل فيه الرأيَ مع عامة جيشِهِ وقادتِهِ‏.‏
وحينئذٍ تزعزعت قلوبُ فريقٍ من الناس، وخافوا اللقاءَ الداميَ، وهؤلاء هم الذين قال اللهُ فيهم‏:‏ ‏﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ‏‏[‏الأنفال‏:‏5-6‏]‏.
وأما قادةُ الجيشِ فقـام منهم أبو بكرٍ الصديقُ t فقالَ وأحسنَ، ثم قام عمرُ بنُ الخطابِ t فقالَ وأحسنَ، ثم قام الْمُقْدَادُ بنُ عَمْرٍو t فقالَ:‏ "يا رسولَ اللهِ، امْضِ لِمَا أراك اللهُ، فنحن معك، واللهِ لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى‏:‏ ‏﴿‏فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ‏‏[‏المائدة‏:‏24]‏، ولكن اذهبْ أنت وربُّك فقاتلا إنا معكما مقاتِلون".‏ فقال رسولُ اللهِ r خيرًا ودعا له‏.
وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين، وهم أقليةٌ في الجيش، فأحبَّ رسولُ اللهِ r أن يعرفَ رأيَ قادةِ الأنصارِ؛ لأنهم كانوا يُمَثِّلُونَ أغلبيةَ الجيشِ، ولأن ثِقَلَ المعركةِ سيدورُ على كَوَاهِلِهِمْ، مع أن نصوصَ العقبةِ لم تكن تُلْزِمُهُمْ بالقتال خارجَ ديارهم -وهنا مَحَلُّ الشاهدِ-، فقال بعد سماعِ كلامِ هؤلاء القادةِ الثلاثةِ‏:‏ ﴿‏أشيروا عليَّ أيها الناسُ، وإنما يريد الأنصارَ، وفَطِنَ إلى ذلك قائدُهم وحاملُ لوائِهم سعدُ بنُ معاذٍ‏ t، فقال‏:‏ "واللهِ، ولَكَأَنَّكَ تريدُنا يا رسولَ اللهِ‏؟‏" قال‏:‏ ﴿‏أَجَلْ‏‏. قال‏:‏ "فقد آمَنَّا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئتَ به هو الحقُّ، وأعطيناك على ذلك عهودَنا ومواثيقَنا على السمع والطاعة، فامْضِ يا رسولَ اللهِ لِمَا أردتَّ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضتَ بنا هذا البحرَ فخضتَهُ لخضناه معك، ما تخلَّف منا رجلٌ واحدٌ، وما نكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدًا، إنا لصُبْرٌ في الحرب، صُدْقٌ في اللقاء، ولعل اللهَ يُرِيكَ منا ما تَقَرُّ به عينُك، فسِرْ بنا على بركة الله"‏.
فَسُرَّ رسولُ اللهِ r بقولِ سعدٍ، ونَشَّطَهُ ذلك، ثم قال‏:‏ ‏‏﴿سِيرُوا وأبشِرُوا، فإن اللهَ تعالى قد وعدني إحدى الطائفتيْنِ، واللهِ لَكَأَنِّي الآنَ أنظرُ إلى مصارع القومِ‏‏.‏
ج- التأكيدُ على أهميةِ الْأَخْذِ بالمشورةِ: لقد أعطى النبيُّ r في هذه الغزوةِ -وهو القائدُ- النموذجَ الرائعَ في حُسْنِ التعاملِ مع رعيتِهِ، وإشراكِهِمْ في تدبير شؤونِ البلادِ والعبادِ، وعدمِ الاستبدادِ والانفرادِ بالسياسة والتسييرِ. يُلاَحَظُ هذا من خلال صنيعِهِ لَمَّا تحرَّكَ بجيشه لَيَسْبِقَ المشركين إلى ماء بدرٍ، ويَحُولَ بينهم وبين الاستيلاءِ عليه، فنزلَ عشاءً أدنى ماءٍ من مياه بدرٍ. وهنا قام الْحُبَابُ بنُ المنذرِ t كخبيرٍ عسكريٍّ وقال‏: "يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ هذا المنزلَ، أَمَنْزِلًا أَنْزَلَكَهُ اللهُ، ليس لنا أنْ نتقدَّمَهُ ولا نتأخَّرَ عنه‏؟‏ أم هو الرأيُ والحربُ والمكيدةُ‏؟"‏ فقال له‏:‏ ﴿‏بلْ هو الرأيُ والحربُ والمكيدةُ‏‏‏. قال‏:‏ "يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا ليس بمنزلٍ، فانْهَضْ بالناس حتى نأتِيَ أدنى ماءٍ من القوم -أي: قريش- فنَنْزِلَهُ ونُغَوِّرَ -أي: نُخَرِّب- ما وراءَهُ من الْقُلُبِ -أي: الآبار القديمة-. ثم نَبْنِي عليه حوضًا، فنملأُهُ ماءً، ثم نُقَاتِلُ القومَ، فنشربُ ولا يشربون". فقال رسولُ اللهِ r‏:‏ ﴿‏لقد أَشَرْتَ بالرأي‏‏‏. فنهض رسولُ اللهِ r بالجيش حتى أَتَى أقربَ ماءٍ من العدو، فنزلَ عليه شطرَ الليلِ، ثم صنعوا الحياضَ وغَوَّرُوا ما عَدَاهَا من الْقُلُبِ. وكان الْأَخْذُ بهذا الرأيِ الصائبِ الذي أشارَ به أحدُ الجنودِ سببًا من أسباب الانتصارِ الباهرِ في هذه الغزوةِ المباركةِ.
‏ فهاهنا رسولُ اللهِ r يُؤَصِّلُ لطبيعة العلاقةِ التي ينبغي أن تكونَ بين الحاكم والرعيةِ، بين القائدِ والجنودِ، هذه العلاقةُ ينبغي أن تُؤَسَّسَ على الشورى التي من خلالها تَتَلاَقَحُ الأفكارُ، وتَتَفَتَّقُ المواهبُ، وتُنَاقَشُ المواضيعُ من زوايا مختلفةٍ، الأمرُ الذي يجعل القراراتِ التي تُتَّخَذُ بعد ذلك صائبةً سديدةً. فإذا كان الرسولُ r الْمُؤَيَّدُ بالوحي يقول له ربُّهُ: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾[آل عمران:159]، فما بَالُكَ بِمَنْ هو دُونَهُ مِمَّنْ لا يُوحَى إليه، فهو مُطَالَبٌ بفتحِ بابِ الشورى من باب أَوْلَى.
د- إثباتٌ لصدقِ نبوةِ الرسولِ r: وهذا يظهر جليًّا من خلال خروجه r من باب العريشِ وهو يَثِبُ في الدرعِ ويقولُ‏:‏ ‏﴿‏سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ‏‏‏[‏القمر‏:‏45‏]، ثم أخذ حَفْنَةً من الْحَصْبَاء، فاستقبلَ بها قريشًا وقال‏:‏ ‏﴿‏‏شاهتِ الوجوهُ‏‏﴾،‏ ورَمَى بها في وجوههم، فما مِنَ المشركين مِنْ أحدٍ إلا أصابَ عينيْهِ ومِنْخَرَيْهِ وفمَهُ من تلك القبضةِ. وفي ذلك أنزل اللهُ‏ قولَهُ:‏ ‏﴿‏وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى‏‏[‏الأنفال‏:‏17‏]‏‏.
وكذا ما وقع لعُكَّاشَةَ بنِ مِحْصَنٍ الأسديِّ t، حين انقطع يومَ بدرٍ سيفُهُ، فأتى رسولَ اللهِ r، فأعطاه جذْلًا من حطبٍ -وفي رواية: عرجونًا من نخلٍ-، فقال‏:‏ ‏‏﴿قاتِلْ بهذا يا عُكَّاشَةَ‏. فلما أخذه من رسول الله r هَزَّهُ، فعاد سيفًا في يده طويلَ القامةِ، شديدَ المتنِ، أبيضَ الحديدةِ، فقاتَلَ به حتى فتح الله تعالى للمسلمين. وكان ذلك السيفُ يُسَمَّى الْعَوْن. ثم لم يَزَلْ عنده يشهدُ به المشاهدَ، حتى قُتِلَ في حروب الردةِ وهو عنده‏.
نُذَكِّرُ بهذه المعجزاتِ التي تُثْبِتُ صدقَ نبوتِهِ r؛ لأن بعضًا من المسلمين يتصوَّرُ أنه صلواتُ اللهِ عليه وسلامُهُ ما أُيِّدَ بمعجزاتٍ حسيةٍ، كما أُيِّدَ إبراهيمُ وموسى وعيسى وسائرُ الأنبياءِ والمرسلين عليهم الصلاةُ والسلامُ.
أسألُ اللهَ تعالى أنْ يجعلَنَا من الذين يُعْنَوْنَ بسيرة نبيِّهم العنايةَ اللاَّزمةَ، وأنْ يجعلَهُ r نِبْرَاسًا لنا في الحياة، وأنْ يجمعَنَا به في الفردوسِ الأعلى مع سائر الأنبياءِ والصدِّيقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا؛ إنه تعالى وَلِيُّ ذلك والقادرُ عليه، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kbna.yoo7.com
 
دروسٌ وعِبَرٌ من غزوةِ بَدْرٍ الكُبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب الخبنة :: منتدى المواضيع الدينية :: ركن القصص الاسلامية-
انتقل الى: