الاحتباس الحراري

تعد ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن انبعاث الغازات الدفيئة والتي تأتي
من صنع الإنسان، من أعظم الأخطار التي تتهدد الحضارة الإنسانية في
القرن الحادي والعشرين. فلقد بدأت تأثيراتها تظهر بالفعل على حياة الناس
وتغيرها في جميع أنحاء العالم وستتواصل زيادة حدة عواقبها.

وفقًا للتقرير التقييمي الرابع الصادر لعام 2007 عن لجنة خبراء المنظمات
تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في عام 2005 المعدل الطبيعي بكثير على
مدى 650.000سنة الماضية،
ويرجع ذلك في الأساس إلى استخدام الوقود الأحفوري. وينص
التقرير على أنه لا يوجد شك في أن ظاهرة الاحتباس الحراري للنظام المناخي
تحدث بالفعل. ويمكن إثبات ذلك من خلال وسائل الرصد، ومن أمثلة ذلك
الارتفاع العالمي في متوسط حرارة الهواء والمحيط، والتغييرات واسعة النطاق
في كميات مياه الأمطار وارتفاع نسبة الملوحة في المحيطات، وكذلك أنماط
الرياح ومظاهر التغيرات الجوية الشديدة والمفاجئة التي من بينها الجفاف
وهطول الأمطار الغزيرة والموجات الحارة وشدة الأعاصير المدارية. وقد شهدت
2008 ( ثلاثة عشر عامًا من بين أكثر - فترة الأربعة عشر عامًا الماضية ) 1995
أربعة عشر عامًا سادت فيها أعلى معدلات لدرجة الحرارة على مدى الفترة
ما بين 1850 إلى 2008 . واحتل عام 2008 المرتبة العاشرة من حيث شدة
الحرارة في السجلات. ومنذ بداية القرن العشرين، ارتفع متوسط درجة حرارة
السطح عالميًا بمعدل 0,74 درجة مئوية. كما زاد الاتجاه الخطي للاحتباس
الحراري على مدى الخمسين عامًا الماضية ) 0,13 درجة مئوية في العقد( إلى
ضعف المعدل الذي شهدته المائة عام الماضية.



بروتوكول كيوتو
بروتوكول كيوتو هو أول محاولة دولية للتصدي لظاهرة التغيرات المناخية
ودخلت في حيز التنفيذ في عام 2005 . وقد صدق عليه حتى الآن 179
دولة من بينها 27 دولة أوروبية. ويفرض البروتوكول على العديد من الدول
الصناعية الالتزام بالأهداف الفردية والملزمة قانونًا للحد من أو تقليل
انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أنه يضع، من ناحية أخرى، ثلاث "آليات"
مبتكرة تهدف للمساعدة في خفض تكلفة تقليل الانبعاثات من خلال
الاستفادة بفرص تقليل الانبعاثات أو زيادة إمكانية التخلص من الغازات
الدفيئة في الدول التي يمكن فيها القيام بذلك بتكلفة أقل. وبانتهاء فترة
أول إلتزام لبروتوكول كيوتو، سيكون من الضروري التفاوض على إطار عمل
دولي جديد وتصديقه والذي من شأنه خفض الانبعاثات الحادة، وهو ما
أكدت على ضرورته لجنة خبراء المنظمات الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات
.)IPCC( المناخية